الميثاق الجمهوري أتفاق سياسي أم طمس للهوية

تسرب إلى الاعلام مقترح لنص اتفاق بين النظام الحاكم و وجماعات الاسلامويين و الماركسيين والفرنكفونيين ممثلين في أحزاب الإنصاف و UFP و RFD .
يدعي هذا الميثاق اجراء اصلاحات ديمقراطية واتخاذ اجراءات تهدف إلى تقوية الجبهة الداخلية في وجه التحديات وحالة الاستقطاب الدولي التي تعانيها شبه المنطق.
إن قراءة للنص المقترح تبين الملاحظات التالية :
أن الاتفاق همش أحزابا تدافع عن الهوية العربية الافريقية لهذا البلد كحزبي التحالف الشعبي التقدمي وحزب الصواب.
أن النظام بعدما أرتمى في أحضان الناتو الغربي بدأ يهيئ الأرضية لحاضنة جديدة له تنسجم مع توجهاته الجديدة وحلفائه الجدد الذين يدارون من طرف اللوبيات الصهيوأمريكية وربما يتم الضغط على النظام لإعادة علاقاته مع الكيان الصهيوني.
يسعى النظام إلى إطالة عمره بعدما وصل عجزه وفشله عن إدارة شؤون البلاد الحد الذى باتت فيه العاصمة انواكشوط مهددة بالزوال بسبب العطش كما حدث لمدينة آودغوست الغنية بالذهب ذات يوم.
تسعى الاحزاب ذات المرجعيات الفرنكفونية إلى أن تفيق من صدمة الانتخابات السابقة بعدما لفظتها صناديق الاقتراع وتهيئ نفسها لتلعب دورا قد يتجاوز البعد الوطني إلى المحيط الإقليمي خدمة لأسيادها بعدما قطع دابر فرنسا في أربع دول غرب إفريقية .
تبني الميثاق الجمهوري طرح حركة افلام في إطارالهوية حينما قرر العمل على تساوي اللهجات الوطنية مع اللغة العربية اللغة الرسمية للبلد وهو اجراء يستهدف تحييد البولار الموريتانيين عن الصراع الإقليمي وكذا إرضاء القوى الفرنكفونيية وإمعانا في تهميش القوى القومية خاصة والقوى العروبية عامة وتجسيد فصل جديد من فصول طمس الهوية الوطنية.
على النظام أن يعي جيدا أن ميثاقه الجمهوري يهدد التماسك الوطني ويقوض الجبهة الداخلية وأن أي تهميش لمكون وطني سيهيئ الأرضية لأطراف دولية أخرى لتبحث لها عن موطئ قدم في الساحة الوطنية.
أن المساس بمكانةاللغة العربية خط أحمر سيدفع النظام ثمنه غاليا كما دفعه أسلافه من الحكام.
على القوى القومية داخل وخارج النظام رص الصفوف في وجه الميثاق الجمهوري المعد من طرف القوى الإخوانية الفرنكفونية الماركسية.
شيخنا محمد سلطان.

20 September 2023