كتب الأمين العام لوزارة البيئة Idoumou Abdi Jiyed

:

كانت الولايات الشرقية للبلاد وحتى أربعينات القرن الماضي تابعة بلغة المستعمر إلى بلاد السودان المعروفة حاليا بجمهورية مالي.
وكانت معظم هذه الشعوب تعيش على أرض واحدة و في مناطقها و مسمياتها المعروفة (باغنه، كوسات، بكنات،نوارة نيور...)
كما أن التاريخ الموريتاني طال تلك الجماعات عبر إماراته المعروفة و نسجت عليها أساطير أو حقائق مثل جلب غداء أحد أمراء أولاد أمبارك من باغنة إلى "قلب انگادي" الشهير الواقع غرب مدينة النعمة و ذلك عبر فرسان أشداء كثيري العدد يوصله بعضهم لبعض حتى يصل النقطة الاخيرة.
و في أقل من خمسة عشر سنة على استرجاع تلك المنطقة إلى موريتانيا الحديثة و تحديدا قبل الاستقلال، شوهدت هجرة أخرى إلى مالي إثر عدم التفاهم بين الإدارة الجديدة لموريتانيا و بعض ساكنة الحوض الشرقي و بالخصوص في "سركل cercle" تمبدغة احتجاجا على عدم احترام التوازنات المحلية حيث سميت تلك الفترة بعام "اتمولية" أي الهجرة نحو مالي، وقد تلافى الرئيس المرحوم آن ذاك المختار ولد داداه تلك الوضعية بقرارات شجاعة من بينها ماهو اجتماعي بحت لمنع تلك الهجرة وماهو سياسي إداري.
من هنا لن يكون من الحكمة و المسؤولية وجود من يدعم عدم الاستقرار و حسن الجوار مع احترام سيادتنا و أمن مواطنين كما كنا نقوم به من تفعيل لدبلوماسية الجار و المعرفة البينية لدى الشعوب...
كما يكون العمل على نمو تلك المناطق هدفا استيراتجيا بتلازم الاستقرار و الآمن مع التنمية و لعل فكرة تنمية ولاية الحو ض الشرقي التي أسست في المأمورية الحالية لفخامة رئيس الجمهورية من أكبر و أعظم فكرة استراتجية تدعم الاستقرار و التنمية لهذه المناطق و للبلد عموما؛
إنها فكرة لم يعطى لها حقها الكامل رغم ما حظيت به دعم من طرف الرئيس نفسه و نظرائه من منطقة الساحل كلها حيث أدرجت في برنامج تنمية منطقة الساحل بشكل عام.

وإن كان لابدّ من التنافس لأهل هذه المناطق فليتنافسوا على إلزامية و مواكبة تطبيق استراتجيات التنمية التي قد أعدت لهم قبل ثلاث سنوات( 2021)في هذه المأمورية بالذات و صادق عليها نخبهم جميعا مع الحرص مستقبلا على المشاركة في تهيئة من يؤول اليه حمل الشأن العام لهذه المناطق من منتخبين و مسؤولين إداريين و سياسيين حتى يعم الرخاء.

والله ولي التوفيق

أدوم عبدي اجيد

21 April 2024