أي دور لحزب الإنصاف في ظل الهُزال السياسي الذي يعيشه ؟

أي دور لحزب الإنصاف في ظل الهُزال السياسي الذي يعيشه؟

سؤال يراود كثيرين بالتزامن مع اجتماع المجلس الوطني لحزب الإنصاف، الذي لم يجر أي تقييم لنتائج الانتخابات التشريعية والبلدية الماضية إلى حد الساعة، ولم يلتق بالأغلبية الداعمين لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
اجتماع أعضاء المجلس الوطني هذا المساء غاب عنه أغلب المنتخبين، وشهد فوضوية كبيرة وإهمالا غير مسبوق، بعض الأعضاء لم يجد بطاقة حضور، ولم يعثر على اسمه ضمن المجتمعين، وسط استياء كبير في صفوف الأعضاء.
أما الإعلاميون والصحفيون فقد عبروا عن امتعاض كبير في تعامل لجنة إعلام الحزب معهم وازدرائها بهم، وعدم سيطرتها على تنظيم الخرجات الإعلامية تنظيما يليق بحزب من هذا الحجم، وعجزها المزمن عن تنفيذ السياسة الإعلامية والدعائية للحزب وفشلها في تسويق سياسة الدولة وإقناع الرأي العام بكبريات إنجازات فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
ما حصل هذا المساء يعبر عن فقدان كبير للبوصلة وانعدام للرؤية وتيه سياسي مضر وتخبط تنظيمي معيق مما جعل كثيرين يتساءلون أين قيادة الحزب وأين إدارته؟ وأين لجنته الإعلامية؟ وهل يمكن لفخامة رئيس الجمهورية أن يعول على حزب بهذه الدرجة من التيه والتخبط في موسم سياسي بهذه الأهمية؟ وكيف يعول على واجهة سياسية من هذا النوع في ظرف سياسي دقيق وفي وضعية محلية حساسة؟
وفي ظل أجواء التنافر وعدم التجانس بين هياكل الحزب وقياداته وعدم الانسجام الداخلي والفوضى العارمة التي طبعت الاجتماع تمكن المكتب المكتب التنفيذي للحزب وسط صعوبات بالغة ناجمة عن فوضى التنظيم وتنافر المجتمعين وعدم انسجام هياكل الحزب من عرض قراره المتعلق بتبني ترشيح فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على المجلس الوطني للحزب.
وفي ظل هذه الحالة أبدى بعض النصحاء المخلصين في دعم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مخاوف كبيرة من النتائج المترتبة على تخاذل قيادات هذا الحزب وإدارته وهياكله، ولجنته الإعلامية خلال الاستحقاقات القادمة، ويوجهون نداء نصيحة لفخامته بضرورة عدم إسناد الحملة الرئاسية لحزب الإنصاف بوضعيته الراهنة وتخاذله الحالي حسب وصفهم، ودمجه ضمن الحملة العامة، لأن من لم يستطع تسيير شؤون المكتب التنفيذي وهياكل الحزب ولم يستطع تنظيم أنشطته واجتماعاته بطريقة لائقة ومحترمة، ولم يحسن علاقاته بجميع كبار الناخبين في الداخل وفي نواكشوط وقواعده الشعبية، ولم يحرص على علاقات عامة ومحترمة مع الصحفيين المتميزين، ولم يستطع حتى الآن تقييم المرحلة الانتخابية الماضية، لا يصلح لإسناد ملف الانتخابات الرئاسية ومهامها الجسيمة التي تتطلب رؤية واضحة وانفتاحا وحنكة ومسؤولية كبيرة مع الجميع وانضباطا وانسجاما واتجانسا لا يبدو أن الحزب يتوخاه.
ويرى العديد من المراقبين للشأن السياسي أن على فخامة رئيس الجمهورية أن يأخذ حذره من الحزب ولا يسمح له بتنظيم حملة انتخابية مستقلة، بل عليه أن يدمجه في الحملة العامة، لأنه غير متجانس وغير متفاهم ولا متصالح فيما بين قياداته ورموزه ومنتسبيه وكوادره مع العجز البين لقياداته عن السيطرة على أمره ، بفعل التنافر والتنافس داخله، بالإضافة لغيابه الإعلامي وفشله الذريع في الدعاية والتسويق لبرنامج وإنجازات فخامة الرئيس مما يعطي صورة عن هشاشة أداء لجنته الإعلامية طيلة المأمورية الحالية المنصرمة.

لبجاوي انفو

4 May 2024