عامان ونيف من عمر النظام/ سليم عبد الرحمن

عامان ونيّف من عمر النظام الحالي مرّا دون استثمار سياسي لجهوده في حل قضايا وطنية هامة، أولها أجواء الانفتاح السياسي وإعادة الثقة بين المعارضة والأغلبية، وبالرغم من دعوة رئيس الجمهورية إلى إجراء حوار وطني شامل، إلا أن  الجهاز السياسي الذي أسندت إليه مهمة الحوار مازال مرتبكا وفاقدا لآلية التعاطي الجاد مع الساحة السياسية وبرهنت مقاربات حزب  UPR في جل الملفات الأساسية المطروحة عن فشلها في أن تكون ظهيرا سياسيا وإعلاميا للنظام، وبدت المجموعة الممسكة بزمام الحزب فقيرة في الطرح السياسي المتّزن وفشلت في أن تكون رأس حربة في الدفاع عن النظام وإقناع الشباب والمدونين بتوجهاته العامة في ظل ظروف محلية وإقليمية معقدة، في اعتقادي أن رئيس الجمهورية مطالب أكثر من أي وقت مضى  بتفعيل أغلبيته وإشراك قادتها، واستنهاض كافة أطرها للمساهمة بشكل جدي في المرحلة القادمة قبل حلول سنة 2023 التي تعتبر سنة انتخابات نيابة وبلدية ينبغي التحضير لها من الآن.
وسيكون من اللازم أيضا تعميق أواصر اللحمة الوطنية دون الرضوخ لابتزاز الحركات العنصرية أو محاولة استرضائها بما قد يشكل خطرا على السلم الأهلي، وكذلك إيجاد حلول سريعة لتثبيت الأسعار،وزيادة الأجور ودعم الفئات الهشة وتشغيل الشباب وإيجاد آلية حقيقية لامتصاصهم داخل الأجهزة السياسية، وغير ذلك من القضايا الملحة التي تحتاج رجال مرحلة يستطيعون الإنجاز و المواجهة السياسية واستثمار ماتحقق رغم الجائحة والأزمة الاقتصادية. 

 

 

27 November 2021