الحكومة القادمة.../ د محمد الأمين شريف أحمد ( رأي)

دأب رئيس الجمهورية على التأني في تعيين الحكومات، مما يطلق العنان للحالمين و المتملقين في التفنن في تشكيل الحكومة حسب ٱملهم وأهوائهم، و في الأخير وبعد أن تجف أقلامهم و حناجرهم ينجلي الليل الطويل ...

دأب رئيس الجمهورية على التأني في تعيين الحكومات، مما يطلق العنان للحالمين و المتملقين في التفنن في تشكيل الحكومة حسب ٱملهم وأهوائهم، و في الأخير وبعد أن تجف أقلامهم و حناجرهم ينجلي الليل الطويل ...

البورجوازية الجديدة في موريتانيا ، هي أكثر مصادر تخلخل المجتمع و تهديد استقراره و انتهاك حرماته ..
البورجوازية الجديدة إما منتقمة من الفقر و إما منتقمة من المجتمع و إما منتقمة من الاثنين ..
البورجوازية الجديدة ، أكثرها من السماسرة و المزورين و المحتالين و أصحاب الغش التجاري و باعة المخدرات و الأدوية المزورة و المواد الغذائية منتهية الصلاحية ..

تُورد بعض كتب التواريخ والتراجم والسير أن محمد بن تومرت صاحب دعوة “الموحدين” لقي في بداية دعوته، بعد رجوعه من المشرق الفقيهَ أبا عبد الله الونشريسي، وكان قارئا فقيها نحويا جميلا، فصحبه، واتفقا على أن يخفي الونشريسي علمه، ويتظاهر في هيئة الأُمِّي الأبله الذي يسيل ريقه على صدره، إلى حين..فكان الونشريسي يسير مع ابن تومرت على تلك الهيئة، وابن تومرت يقربه ويقول لأتباعه: “إن لله سرا في هذا الرجل سوف يظهر”، ثم تواطئا على أن يُظهر الونشريسي حفظه للقرآن وال

ما زالت قناعتي راسخة بأن 80٪ من مشاكل بلدنا السياسية و الثقافية و الاجتماعية و الإدارية ، تعود كلها لوجود هذا "الإعلام" الجاهل ، المخجل ، التافه ، المرتشي ، العاجز عن لعب أي دور إيجابي في مسيرة البلد.
لا يمكن لإعلام متخلف إلى هذا الحد أن يساهم في في نهوض المجتمع ..
لا يمكن لإعلام يحترم نفسه و مجتمعه أن ينهض في مناخ موبوء إلى هذا الحد ..

نعم لمأمورية ثانية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني
في هذه الصورة التي تبدت لي معكوسة على طاولة عمل ايام ترشح السيد الرئيس لمنصبه الحالي توسمت خيرا للبلد و لم اخفي حينها ما أشعر به من حماس زاده الخطاب التدشيني لحملة المترشح الذي رايت فيه شكلا و مضمونا محاولة جادة لإحياء علم السياسة بالمعنى النبيل للمفهوم ..

تشرئب أعناق الموريتانيين هذه الأيام إلى تشكيل حكومتهم المرتقبة؛ يحدوهم الأمل لإحداث تحول جذري وقطيعة شاملة مع رواسب الأداء الهزيل وشوائب التسيير الهجين لمقدرات البلد وثرواته وأهم ملفاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشائكة، إذ الحاجة ملحة - أكثر من أي وقت مضى - إلى تشكيل حكومة قوية منسجمة ومتماسكة؛ قادرة على الإنجاز والعمل بروح الفريق، رفعا للتحديات ومواكبة للتطلعات؛ يؤازرها ذراع سياسي فعال يكون بحجم المرحلة ومقاسها، ومشهد إعلامي قوي يعكس قيمها

من الواضح الآن أن صراع أجنحة قوي ، هو ما يؤخر تشكيل الحكومة المنتظرة .
و لأن هذه الحكومة ستكون طلقة الرئيس غزواني الأخيرة ، سيكون انتصار أي أجنحة الصراع فيها هو سبب فشلها الأكيد .
و لأن فشلها سيُدخل موريتانيا حتما أزمة متعددة الأطراف ، أضعفها طرف النظام ، أصبح لزاما علينا أن ننبه فخامته إلى ما يلي :
- لم يعد لأي سياسي في البلد اليوم أي جمهور سوى رجل واحد ، واضح الموقف و التوجه و الخطاب هو السيد *الإصلاح* ..

أعتقد بشدة أن في ظل الانقسام العميق الذي نشهده في المجتمع جراء الانتخابات الأخيرة، فإن السيد ملاي ولد محمد لقطف يعد الشخص المناسب لتولي منصب رئيس الوزراء في هذه المرحلة الحرجة. يتمتع بخبرة وحكمة كبيرة ولديه القدرة على توحيد الأطراف المتنازعة وتحقيق الوفاق الوطني.

من المؤكد أن سياسة الترقيع و المساكنة السياسية من اقل السياسات تكلفة على المستويين المالي والسياسي.
وفي المقابل يكون الثمن غاليا وكبيرا حين تستخدم الرؤية أدوات متهالكة.
لذلك - وعبر تاريخ الأداء السياسي - كانت القرارات المصيرية والثورية مفاجئة وصادمة لحظة تنفيذها والإعلان عنها للعامة، لكنها ابعد ما تكون عن تلك الاعتبارات بالنسبة للقادة الذين خططوا لها جيدا ومهدوا لتنفيذها وأزالوا كل العقبات المتوقعة لعرقلتها.
