هل يصبح عزيز سجين رأي بعد فشل تسييس قضيته؟ / سيدي علي بلعمش

أصبحنا نستفيق كل يوم على تدوينة لعزيز ينتقد فيها النظام و يتباكى فيها على فساد ما ترك في البلد من إنجازات تطال عنان السماء !!
أصبحنا نستفيق كل يوم على تدوينة لعزيز ينتقد فيها النظام و يتباكى فيها على فساد ما ترك في البلد من إنجازات تطال عنان السماء !!
كان المجتمع الموريتاني محافظا إلى حد كبير، فكان يفرض مبكرا -وبصفة قسرية من المنظور النفسي - على الفرد سلوكه وأذواقه (الشوكه من سغرتها امحده...) ومهنته وحتى هواياته وأصدقاءه (خلوه يگبظ صاحبو...).
الحدث المنتظر اليوم باسم “تشاور” ولقب “حوار” و شكل “مناسبة اجتماعية” غير شرعية، يذبُلُ كل يوم في نفوس الناس، لأنه يزاحمُ تطلعات مجتمع مَلَّ السياسة و الحوارات و التشاورات و الورشات و الأيام التفكيرية العالقة بين أحلام يقظة المعارضة و أكاذيب غفوة الأنظمة..
إذا كان الرئيس غزواني يصر على تنفيذ برنامج تعهداته لمنتخبيه ، فعلامَ الحوار؟
و إذا كان غيَّرَ رأيه في برنامجه ، فباسم من يحاور حزبُه اليوم؟
مضت سنتان وزيادة من المأمورية الأولي لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، مما يفتح الباب واسعا لتقيم هذه المرحلة، و معرفة حجم إستفادة المواطن من السياسات المتبعة، و تسليط الضوء على هذا الجانب المضيئ من تنفيذ إستراتيجية النظام في تسيير الحكم.
ربما يجدر الانتباه إلى حقيقة مهمة في مستهل الحديث عن ثنائية الثقافة والتنمية في المجتمع، مفادها أن اختيار حالة المجتمع الموريتاني نموذجًا لبدء مناقشة متبصرة حول تنمية المجتمعات الإفريقية وعلاقتها بالعامل الثقافي، مدخل موفق إلى حد كبيرلفهم التعقيدات التي تستلزم حلولا استراتيجية؛ وآية ذلك اجتماع أربعة خصال يصعب توافرها في أي مجتمع آخر في القارة الإفريقية عدى المجتمع الموريتاني، وهي:
تردد الأناشيد و تعد المقابلات و تستنطق الذاكرة لبعض الأشخاص.
و في هذا الإطار ستكون الطاولة المستديرة لتنمية ولاية الحوض الشرقي التي نظمت عشية الذكرى الواحدة و الستين لعيد الاستقلال الوطني، من أهم الأنشطة المخلدة لهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا.
لا شك عزز خطاب فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال 61 شعبيته واظهر ايضا للمراقبين والمهتمين بالشأن العام من خلال الدقة في الارقام وتحديد طبيعة الانجازات ان النظام رغم المدة الزمنية القصيرة ورغم حالة الطوارىء الصحية قطع خطوات جبارة في الوصول الي بيوت المواطنين المحتاجين وذلك باحترام اجندة التزاماته المتمثلة في برنامجه الذي نال به ثقة شعبه .
عامان ونيّف من عمر النظام الحالي مرّا دون استثمار سياسي لجهوده في حل قضايا وطنية هامة، أولها أجواء الانفتاح السياسي وإعادة الثقة بين المعارضة والأغلبية، وبالرغم من دعوة رئيس الجمهورية إلى إجراء حوار وطني شامل، إلا أن الجهاز السياسي الذي أسندت إليه مهمة الحوار مازال مرتبكا وفاقدا لآلية التعاطي الجاد مع الساحة السياسية وبرهنت مقاربات حزب UPR في جل الملفات الأساسية المطروحة عن فشلها في أن تكون ظهيرا سياسيا وإعلاميا للنظام، وبدت المجموعة الممسكة بزما
عامان ونيّف من عمر النظام الحالي مرّا دون استثمار سياسي لجهوده في حل قضايا وطنية هامة، أولها أجواء الانفتاح السياسي وإعادة الثقة بين المعارضة والأغلبية، وبالرغم من دعوة رئيس الجمهورية إلى إجراء حوار وطني شامل، إلا أن الجهاز السياسي الذي أسندت إليه مهمة الحوار مازال مرتبكا وفاقدا لآلية التعاطي الجاد مع الساحة السياسية وبرهنت مقاربات حزب UPR في جل الملفات الأساسية المطروحة عن فشلها في أن تكون ظهيرا سياسيا وإعلاميا للنظام، وبدت المجموعة الممسكة بزما
نشأت التعددية الموريتانية في ظروف طغى عليها عدم التجربة الديمقراطية على مستوى الاقطاب المتنافسة من أغلبية ومعارضة حيث لم تعترف المعارضة بنتائج الانتخابات الشيء الذي جعل النظام يتعامل مع الاخيرة بأسلوب غير معهود في الديمقراطية وتطور هذا الخلاف حتى خرج عن سيطرة الطرفين وقد كان للأعلام و الصحافة انذاك دور في تلك الوضعية لتناولها من طرف المثقفين والمحللين مما زادها تعقيدا .