في بيانه الختامي.. اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان يدعو إلى إيقاف القتال وتغليب المصلحة العامة

وجه المشاركون في اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان المنظم من طرف المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، والذي احتضنته نواكشوط يومي الإثنين والثلاثاء، نداء للأطراف المتنازعة في السودان جاء فيه: "أيها الزعماء الكرام، لقد تَسَنّمت مهام جساما، ومراتب عظاما، ومع سمو المناصب يكون عظم المسئولية وجدارة التحلي بكريم الخصال والأخلاق، وإن إخوانكم من العلماء ورجال الدين في الساحل والسودان يهيبون بكم ويناشدونكم بالله والأرحام والوطن، فالله الله في دماء السودانيين وأموالهم وأعراضهم "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ".

ودعا النداء الذي جاء في البيان الختامي للقاء التشاوري المنظم في نواكشوط تحت رعاية رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى إيقاف القتل والقتال وتغليب المصلحة العامة صوناً للدماء المعصومة والأعراض المصونة، مطالبا المتنازعين باعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل النزاعات والصراعات، بالاستناد إلى قوة المنطق لا إلى منطق القوة، وتبني مبادرات سلمية، يقودها أبناء البلد المخلصين من أجل إنهاء القتال.

 

وأكد المؤتمر في بيانه الختامي، توصل العلماء والشخصيات التي شاركت في اللقاء التشاوري، إلى جملة من المقترحات والتوصيات؛ تمثلت أساسا، في تشكيل فرق عمل لمتابعة الوضع في الدول المعنية، والسهر على تنفيذ مخرجات هذا اللقاء التشاوري، وتطوير ما قدم فيه من أفكار وتصورات، وقد خول المشاركون المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم للعمل على ذلك، وكذا دعوة المجتمع الدّولي إلى احتضان هذه المبادرة، وتبني توصياتها التي تعزّز الجهود الحالية، وحث القيادات الدينيّة على القيام بالتوعية بأهمية تحقيق السلم ونبذ خطاب الكراهية والاقتتال ونشر دعوة المصالحة بين الناس، ودعوة الأطراف المتصارعة، إلى تغليب المصلحة العامة والحفاظ على الأوطان.

وتماسك المجتمع ضرورة حث الدين على مراعاتها، قال تعالى:" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، وقال سبحانه " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، كما أن العدل والرحمة والحكمة والمصلحة هي القيم الأربع الكبرى التي تتأسس عليها كل العلاقات، وقد قال سبحانه: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان"، وقال: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وقال: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"، وقال: "إنا لا نضيع أجر المصلحين"، والوساطة وإصلاح ذات البين أقصر الطرق إلى التوافقات، وقد قال سبحانه: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"، وقال تعالى: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"

.وكان اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان، قد افتتح صباح أمس الإثنين بنواكشوط بمشاركة علماء وشخصيات من مختلف البلدان الإفريقية وبحضور الوزير الأول محمد ولد بلال مسعود، حيث قال رئيس منتدى السلم الشيخ عبدالله بن بيه في الكلمة التأطرية للقاء، إن التفكير في تنظيمه جاء ضمن سياقين مختلفين أحدهما مجدول يدخل في عمل المؤتمر، والآخر سياق طارئ ومستعجل ويتعلق بتطورات الأحداث في السودان، مضيفا أن هذا الملتقى خاص بالعلماء وليس ملتقى للسياسيين، وأن شعوب السودان والساحل شعوب شقيقة تجمع بينها أواصر القربى والنسب ووشائج العلاقات، وأنه يأمل أن يكون هذا "الملتقى فرصة للتباحث حول الاوضاع في الساحل والسودان والتفكير الإيجابي في حل هذه الأزمات".

 

 

 

وأضاف ولد بيه، أنه يأمل أن يخرج المشاركون في هذا الملتقى من خلال النقاشات، بنداء للسلام عله يجد آذانا صاغية، وأن يصلوا إلى صغة توافقية لمبادرة للمصالحة والوساطة بين المتخاصمين في السودان، عسى أن يقوي الله الضعف ويعين على الخير، مشددا على أن أزمة السودان شديدة ومؤثرة وتتطور بشكل مؤسف.

 

 

 

كما قال وزير الأوقاف المصري أ.د/ محمد مختار جمعة في كلمته في حفل الافتتاح، إن مشاركته في اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان المنظم من طرف المؤتمر الأفريقي للسلم في نواكشوط تأتي في إطار اهتمام الدولة المصرية بعمقها الأفريقي وخاصة ما يتصل بدولة السودان والحرص على أمنها واستقرارها ، والعمل على إحلال السلام الشامل بها وبمختلف دول القارة الأفريقية والإسهام والمشاركة في صنع وإحلال السلام العالمي باعتبار أن ما يحدث في أي منطقة من العالم يؤثر على مختلف الدول ، فضلًا عن العمق الجغرافي والعلاقة الأخوية التاريخية الراسخة بين الشعبين المصري والسوداني.

 

20 June 2023