الشيخ ولد بايه..الرئيس الذي أعاد للسلطة التشريعية مكانتها

شكل ترأس العقيد الشيخ ولد باية لرئاسة أهم غرفة تشريعية في البلاد ( البرلمان) خلال المأمورية المنصرمة، إحدى أهم النقاط المضيئة في عتمة الحقبة الماضية وأحد المرتكزات القوية للوطن في ظل اشتداد وطأة الخلافات واستفحال خطاب التفرقة والتشرذم،
الرجل الذي ترك بصمات خالدة في إدارة الشأن العام وأبان عن نضج سياسي وأخلاقي خلال تعاطيه مع فرقاء المشهد الوطني، استطاع أن يعيد للسلطة التشريعية مكانتها وهيبتها وأن يحافظ على استقلاليتها بعيدا عن التماهي مع السلطة التنفيذية وإن ظل جزءا من النظام الحاكم وركنا شديدا من أركانه يأوي إليه كلما دعت الحاجة إلى ذلك،
إن المقاربة التي اعتمدها الرئيس الشيخ ولد باية في إدارته للجمعية الوطنية ارتكزت على أسس قويمة نابعة من الحفاظ على الهوية في أكبر مجلس للأمة وتكريس للشورى والانفتاح على المعارض قبل الموالي، وامتصاص الغضب والنقد المُوجه من خلال التسامي على الانتقاد والتحامل غير المبرر، بالاضافة إلى تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية ثابتة للمؤسسة التشريعية ستظل ناطقة وشاهدة على حجم المنجز وطموح الرجل،
لقد أدار الشيخ ولد باية البرلمان في فترة شهدت صعوبات سياسية جمة على مستوى النظام السياسي إلا أنه استطاع بفضل الحنكة والسلاسة أن يساهم في تجاوزها ويعبر بالبلد مع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى بر الأمان،
ولأول مرة في التاريخ السياسي الوطني ينطق البرلمان بلسان قومه ويتم وضع آليات لترجمة المداخلات إلى جميع اللهجات الوطنية، ولأول مرة يتم تكريم رؤساء البرلمان السابقين، والاعتراف بالجميل لكل من ساهم من منتسبي المؤسسة سواء كان نائبا أو كاتبا أو حارسا بدور إيجابي له انعكاس على العمل التشريعي.
حقا لقد أظهر الشيخ ولد باية خلال إدارته للمشهد النيابي على أنه رجل دولة بامتياز يتمتع بحس سياسي راقي ولديه نظرة أعمق لجوهر الأمور السياسية والادارية استطاع من خلالها أن يساهم في حلحلة العديد من الأزمات ويصحح الكثير من الاختلالات.
لبجاوي انفو .
