ماذا تبقى من وعود 1 مارس 2019 ! افتتاحية لبجاوي

شكل خطاب فاتح مارس 2019 الذي أعلن من خلاله الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ترشحه للانتخابات الرئاسية أملا كبيرا لدى طيف واسع من الموريتانيين انبجست منه تطلعات عريضة لِما عبر عنه من مدّ جسور المصالحة والتهدئة وإحياء قيّم العهد وبناء دولة العدل والمساواة؛
-1-
لايختلف اثنان في موريتانيا اليوم على أن رئيس الجمهورية منذ وصوله للسلطة شهد البلد حالة هدوء سياسي بعد سنوات شد ومجابهة بين مختلف القوى والهيئات الفاعلة في المشهد العمومي، كما لايكاد يتفق أغلب متابعي الشأن العام في البلد على شيءٍ مثل اتفاقهم على " الانتكاسة " التي حلت بمشروع الرئيس وإفراغ وعوده وعهوده من محتواها ؛
هل ذلك عائد إلى ضعف جهازه التنفيذي الذي يقع عليه عبئ تطبيق البرنامج؟ أم إلى المطبات والعراقيل الكبيرة التي ظهرت في بداية المأمورية الأولى وأضحت " شماعة" تعلق عليها الحكومة كل ضعف في الإنجاز أو تأخر في المشاريع " أزمة كورونا " مثلا؟
مهما يكن من مبررات ومسوغات للفشل- وهي وجيهة في بعضها- فإن التساؤل مشروع حول وعود 1 مارس 2019 بل إن السؤال الأهم اليوم هو ماذا أُنجز من " تعهداتي " ونحن على أعتاب انتخابات رئاسية جديدة،
-2-
لقد أنفق رئيس الجمهورية الكثير من وقت مأموريته الثمين في " تجريب" أشخاص يبدو أنهم ليسوا على مستوى طموحه للبلد وضاعت فرص عظيمة بسبب " التشخيص الخاطئ " و " الوصفات "التي لاتراعي خصوصية المجتمع ولا عِلل البلد وأزماته، حتى سئِم الشعب وفقد الأمل..
-3-
إن أكبر تحد للنظام وهو يتهيأ للمنازلة الانتخابية المقبلة ليس في الأصوات ولا في التأييد وأنواع " المبادرات " وإنما في إعادة الأمل لدى الأغلبية الصامتة والفئات العريضة من قوى المجتمع الحية خصوصا الشباب وهذا الأمل لن يُعاد إلا بخطة سياسية محكمة ورجال أكفاء أقوياء بامكانهم انتشال ماتبقى وزرع أمل جديد يُعيد للنظام بريقه ويهيئ الأرض لمدى سياسي وتنموي طويل قادر على الاستقرار والصمود في ظل تحديات جدية تتربص بالوطن من كل الإتجاهات.

4 March 2024