مشاركة موريتانيا في المسابقات الدولية للقرآن العظيم.. حضور مميز ونتائج تعكس الدور الريادي للمحظرة

شهدت مشاركة موريتانيا في المسابقات الدولية المتعلقة بحفظ وتجويد القرآن الكريم خلال السنوات الأخيرة، حضورا مميزا، بفعل الإقبال المتزايد من طرف الشباب حفظة كتاب الله، ونتيجة للجهود التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، لتأطير هؤلاء الشباب وإخضاعهم لمسابقة يتم على أساسها اختيار من يمثل بلادنا في هذه المسابقات.
ويأتي تميز ممثلي موريتانيا في هذه المسابقات، بفعل الأدوار البارزة التي تلعبها المحظرة الموريتانية في تحفيظ أبناء البلد للقرآن الكريم، وتثقيفه بمختلف العلوم الشرعية واللغوية والأدبية، وهو ما تعزز مؤخرا من خلال العناية التي حظي بها التعليم الأصلي في برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وما أصبح يتميز به شيوخ المحاظر وأئمة المساجد من مزايا وما يتلقونه من مكافآت مالية.
وقد وضعت إدارة التوجيه الإسلامي، التي تشرف على تنظيم المسابقة المؤهلة للمسابقات الدولية للقرآن الكريم، المعايير اللازمة لاختيار المشاركين عبر مرحلتين، يتم في إطارهما التنافس في عدة مجالات تشمل حفظ القرآن كاملا مع حسن الأداء والتجويد بالنسبة للأبناء والبنات كل على حدة، ويضاف إلى ذلك في مرحلة ثالثة التفسير، إضافة إلى مجال رابع يتعلق بالمقامات، وانتهاء بالمسابقة المتعلقة بصغار الحفاظ.
ومن أجل الوقوف أكثر على الإجراءات المتبعة في تنظيم المسابقة المؤهلة للمسابقات الدولية، والإجراءات المتبعة في تنظيمها، والمعايير المعتمدة للمشاركة فيها، والمراحل التي تمر عبرها، وحجم المكاسب التي حققها المشاركون من أبنائنا الحفظة، أجرت الوكالة الموريتانية للأنباء لقاء مع المدير العام لإدارة التوجيه الإسلامي، السيد محمد الأمين ولد شيخنا ولد الشيخ أحمد، أشار فيه إلى أن الإقبال على هذه المسابقة تضاعف خلال السنوات الأخيرة، مما جعل مشاركة القراء الموريتانيين في المسابقات الدولية تشهد قفزة نوعية.
وأضاف أن ذلك يعود إلى العناية الكبيرة التي توليها الوزارة لهذه المسابقة ومتابعة جميع مراحلها حرصا على أن تحقق النتائج المرجوة منها وفق تعهدات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، راعي العمل الإسلامي الذي يسهر على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين وفق رؤية قائمة على نهج الإصلاح ونشر العلم والمعرفة ودعم القرآن العظيم وأهله والتعليم المحظري عموما، مذكرا في هذا الإطار بالقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية بإنشاء جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية.
وبين أن المسابقة المؤهلة للمسابقات الدولية للقرآن الكريم التي تنظم بشكل سنوي تبدأ بإعلان باب التسجيل للقراء وطلاب المحاظر ويقتصر ملف التسجيل فيها على بطاقة التعريف الوطني وصورتين، يتم بموجبه تسليم المترشح وصلا برقم خاص به حسب فرع المسابقة الذي يريد المشاركة فيه.
وأضاف أنه بعد إجراء التصفية الأولى التي يتم فيها ترتيب الفائزين حسب الاستحقاق، تأتي مرحلة التصفية الثانية التي تركز على الحفظ والتجويد والأداء والمقامات الصوتية، وبعدها يتم فرز النتائج وتحديد الفائزين الأوائل من كل فرع واستدعاؤهم حسب ترتيبهم لاختيار الدول التي يرغبون في المشاركة بها بحيث يوقع الفائز على اختياره في انتظار طلب الدولة التي اختارها، مشيرا إلى إن وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، تتولى ترتيبات السفر وإرسال المشارك برسالة رسمية موقعة من طرف معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي.
وقال إن القطاع حرصا منه على نزاهة وشفافية المسابقة، اختار لجنة تحكيم متقنة للقرآن الكريم ومتخصصة في أحكام التجويد والأداء، مشهود لها بالكفاءة والعدالة، ويشترط في كل أعضائها أن يكونوا متقنين لكتاب الله (حفظه وأحكامه وتجويده).
وذكر مدير التوجيه الإسلامي بقائمة الدول التي تنظم فيها المسابقات الدولية لحفظ وتجويد القرآن الكريم والتي من بينها المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر، والجمهورية التونسية، والمملكة المغربية، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والمملكة الأردنية، وجمهورية كينيا، وجمهورية السينغال، وجمهورية تنزانيا، وجمهورية ماليزيا، وجمهورية إندونيسيا، والجمهورية الاسلامية الإيرانية، إضافة إلى جمهورية روسيا.
وبين أن الإدارة حرصا على تجسيد الشفافية في المسابقة عملت على فتح باب التظلمات بعد عرض النتائج، مشيرا إلى أن كل التظلمات تؤخذ بعين الاعتبار، ويتم التأكد من النتائج من جديد، وإن وجدت بها أخطاء، سواء في التصحيح أو في طريقة جمع النقاط، يتم تصحيحها واعتمادها.
وأشار إلى أن الوزارة تنظم دورات تكوينية مكثفة للمتأهلين للمشاركة في المسابقات الدولية يتم خلالها تدريبهم على المهارات المطلوبة قبل إيفادهم للدول المنظمة لهذه المسابقات.
وأضاف أن المشاركين في المسابقات الدولية يرافقهم في بعض الأحيان مؤطر يقوم بتكوينهم وتدريبهم على كيفية التعامل مع إجراءات المسابقات وتقديم الدعم لهم وتشجيعهم ومؤازرتهم.
