هل عمدَ من صاغ خطاب الرئيس إلى تلميع البعض وتجاهل البعض الآخر؟!

" طموحي للوطن " تحت هذا العنوان وجه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني رسالة إلى الشعب الموريتاني عرض من خلالها برنامجه الانتخابي ، وتناولت أبرز الإنجازات خلال المأمورية المنصرمة،
قضايا مهمة مثل دولة القانون، وإرساء الديمقراطية وإصلاح القضاء وترقية حقوق الإنسان وإصلاح الادارة العمومية وعصرنة الحكامة الترابية والتسيير الأمثل لموارد الأمة، بالاضافة إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتقوية أواصر اللحمة الوطنية، وإصلاح التعليم ، وتعزيز المنظومة الصحية وتطوير الاقتصاد والبيئة والتنمية الحيوانية وتعزيز الحضور الدبلوماسي والإشعاع الحضاري للبلاد، وتمكين الشباب، كلها من بين أخرى أراد رئيس الجمهورية أن يستعرض ما تحقق فيها ويُقدم للشعب من جديد خطته للخمسية القادمة في مجال الإنجازات وتعزيز المكتسبات،
لكن اللافت في الرسالة - ومن خلال قراءة الصورة- هو المزاحمة غير المفهومة من بعض المسؤولين لرئيس الجمهورية في هذه الإنجازات، وهي سابقة في الخطابات الرئاسية سواء ماتعلق منها بالحملات الانتخابية أو مناسبات أخرى، 
إن إدراج هؤلاء المسؤولين في خطاب رئاسي بمناسبة حملة انتخابية يُعد بمثابة مزاحمة للرئيس في إنجازاته، ومحاولة " تلميع" على حسابه، خصوصا وأنها اقتصرت على قطاعات محدودة، وتجاهلت مسؤولين سامين على رأس قطاعات وزارية سيادية وخدمية هامة ومشهود لهم بإنجازات خالدة طيلة المأمورية المنصرمة، بل ويعدون من أبرز مساعدي رئيس الجمهورية وأهل ثقته، فمن يتحمل إذن هذا التجاهل؟ وهل من صاغ الخطاب عمد إلى نقل من هم بالهامش إلى المتن والعكس أيضا؟

7 June 2024