تسجيل صوتي "غامض" يطيح بزعيم المعارضة في تشاد

تسبب مقطع تسجيل صوتي في سجن زعيم المعارضة التشادية ورئيس الوزراء السابق سوكسيه ماسرا؛ بتهمة التحريض على مذبحة في إقليم لوغون الغربي جنوبي غربي البلاد.
واستنكر محامو ماسرا، ما وصفوه بعملية "التلاعب الرقمي" بالفيديو عن طريق الذكاء الاصطناعي، وطالبوا بالإفراج عنه فورا.
وانقسمت الطبقة السياسية بشأن هذه القضية بين المعارضين الذين ينددون بالتلاعب القضائي والأغلبية الرئاسية التي تدافع عن إجراء يتوافق مع القانون التشادي.
وتم اعتقال رئيس الوزراء السابق في 16 مايو الجاري، واحتجازه في نجامينا بتهمة التحريض على الكراهية.
وبحسب محاميه، فقد تم استجوابه بشأن خطاب يعود تاريخه إلى عام 2023.
في حين وصف حزبه "المتحولون" الاعتقال بأنه "عملية اختطاف"، بعد أيام قليلة من الاشتباكات القبلية المميتة التي خلفت ما لا يقل عن 41 ضحية في منطقة "لوجون أوكسيدنتال".
وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة تسجيل صوتي لخطاب ألقاه ماسرا في مايو 2023، أُلقي جزء منه باللغة المحلية؛ وهو السبب في اعتقاله.
وتحدث وزير الإدارة الإقليمية واللامركزية، ليمات محمد، في مؤتمر صحفي عن "مذبحة تم التخطيط لها وتنظيمها وتنفيذها بشكل منهجي"؛ والتي اندلعت بسبب "تسجيل صوتي يحرض على الكراهية والثورة ضد السكان الذين يعتبرون غير أصليين لهذه المنطقة".
وكان المدعي العام قد أوضح في وقت سابق أن الأفعال المزعومة قد تشكل "تحريضًا على الكراهية والتمرد من قبل العصابات المسلحة والتواطؤ في القتل والحرق العمد وتدنيس القبور".
من جانبه، أكد حزب الحركة الوطنية للإنقاذ الحاكم أن العدالة تقوم بعملها وفقا للقانون التشادي.
وأضاف أن "هذه مسألة قضائية بحتة يديرها نظام العدالة التشادي من خلال مكتب المدعي العام".
وتعتقد مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن القضية مسيّسة، حيث أطلق سوكسيه ماسرا مؤخرا أنشطته المعارضة في نجامينا، وهاجم مرة أخرى بشكل مباشر سلطة الرئيس محمد إدريس ديبي إيتنو.
وترى أن التوقيت مثير للدهشة؛ لأن المدعي العام يصر على ربط تسجيل صوتي قبل عامين، بالأحداث الأخيرة.
ولقد أبدى جزء من الطبقة السياسية ندمه على توقيع اتفاقيات كينشاسا في عام 2024، والتي سمحت للمعارض بالعودة إلى تشاد بعد فترة من المنفى في أعقاب أحداث 20 أكتوبر 2022 ودخوله الحكومة.
ويضيف مصدر حكومي تشادي أن "كثيرين ما زالوا يحمّلونه مسؤولية مجازر 20 أكتوبر".
المصدر: صحيفة إرم