الحقائق والوقائع/ بقلم الدكتور اسلكو ولد احمد ازيدبيه

ما دامت الأهداف المشتركة بين فعاليات عالمية واسعة ومتنوعة روحيا وثقافيا وعرقيا وفكريا وسياسيا، تتلخص في الوقف الفوري للإبادة الجماعية في قطاع غزة ومحاسبة مرتكبيها جنائيا والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، فمن المهم أن نعي جميعا ما يتطلبه ذلك من تفاد لكل ما من شأنه التشويش أخلاقيا أو فكريا على تضافر جهود كل هذه الفعاليات.

فالقضية الفلسطينية هي بالطبع قضية العرب والمسلمين الأولى، لكنها أصبحت اليوم "القضية" بامتياز بالنسبة لجل الأحرار ومحبي السلام عبر العالم ؛ وعلى المدافعين عنها، أينما كانوا ومهما تعقدت الأمور ميدانيا، ألا يقبلوا بالاستدراج نحو خطيئتي العنصرية أو معاداة السامية، وذلك لاعتبارات أخلاقية ومبدئية واضحة، خاصة بالنسبة لنا نحن المسلمين، ولأن الدعاية الصهيونية تقتات على بعض مظاهر هاتين الخطيئتين وتحفزهما بشريا تارة، وآليا تارة أخرى، كفزاعة لطمس الحقائق وشق الصف وتثبيط العزائم شعبيا، خاصة داخل الشارع الغربي.

قد تكون إحدى أهم المعارك من أجل استرداد الحق الفلسطيني، هي تلك السياسية السلمية التي تدور في شوارع كبريات العواصم الغربية يوميا ؛ فهناك نشأت أمس المعضلة نخبوية جائرة، ومن هناك يمكن اليوم الإسهام في فرض حل ديمقراطي وعادل ودائم لها.

ومن المهم -والطبيعي- أخلاقيا وإعلاميا أن تصدر خطابات الكراهية العرقية والنازية الجديدة حصريا من المدافعين عن الإبادة الجماعية في غزة وعن الصهيونية المقيتة في فلسطين، أما المدافعون عن الحق في الحياة والحرية والانعتاق، فيكتفون بالحقائق التاريخية والوقائع على الأرض.

25 May 2025