حوادث السير تحصد الأرواح في موريتانيا.. أسبوع دام يعيد ملف السلامة الطرقية إلى الواجهة

شهدت موريتانيا خلال الأسبوع الثالث من يوليو 2025 سلسلة من حوادث السير المروعة، أودت بحياة ما لا يقل عن عشرة أشخاص، وتسببت في إصابة العشرات، في مناطق متفرقة من البلاد، على رأسها طريق الأمل، وطريق نواكشوط.
وتأتي هذه الحوادث لتعمق من قلق المواطنين وتُجدد المطالب باتخاذ إجراءات جادة للحد من النزيف البشري المتواصل على الطرق الوطنية، والذي بات ظاهرة تؤرق الرأي العام وتكشف هشاشة البنية التحتية المرورية في البلاد.
في واحدة من أبشع الحوادث هذا الشهر، وقع يوم الأحد 20 يوليو حادث سير مروع على طريق الأمل قرب قرية بير البركة (على بُعد 75 كلم من نواكشوط)، إثر اصطدام باص يحمل جنازة متجهة إلى كيدي ماغا بسيارة صغيرة قادمة نحو العاصمة.
أدى الاصطدام العنيف إلى اشتعال السيارة الصغيرة بالكامل، مما أسفر عن وفاة أربعة أشخاص على الأقل كانوا بداخلها، إلى جانب عدة جرحى من ركاب الباص.
وبعد يومين فقط، شهد الطريق الرابط بين نواكشوط ونواذيبو حادثا آخر عند الكيلومتر 42، حيث انقلبت سيارة رباعية الدفع تقل أسرة مكونة من ستة أفراد.
وقد خلف الحادث وفيات وإصابات متفاوتة الخطورة. ويُعتبر هذا الطريق من أكثر المحاور الطرقية خطورة في البلاد، نظرا لضعف البنية التحتية وغياب الإنارة والرقابة المرورية.
وفي أقصى الشمال، وتحديدا قرب مدينة الزويرات، اصطدم قطار تابع لشركة “سنيم” لنقل خام الحديد بباص نقل ركاب، صباح الخميس.
وأسفر الحادث عن وفاة شخص واحد على الأقل وإصابة عدد من الركاب بجروح، وقد باشرت سيارات الإسعاف نقل المصابين إلى المستشفى الجهوي بالمدينة.
ورغم غياب إحصائية رسمية شاملة حتى الآن، تؤكد المعطيات الميدانية أن حصيلة هذا الأسبوع وحده تتجاوز عشر وفيات وعشرات الإصابات، مما يجعل يوليو من أكثر الأشهر دموية على الطرق الموريتانية خلال هذا العام.
وتتزايد الدعوات من المواطنين وناشطي المجتمع المدني إلى ضرورة تحرك السلطات بسرعة لمعالجة أزمة السلامة الطرقية، من خلال تحسين البنية التحتية، وتشديد الرقابة على السرعة، وتكثيف حملات التوعية، خصوصا على الطرق الوطنية ذات الحركة الكثيفة.
