المنطقة الحرة.. خمس سنوات من الإنجازات في البنية والاستثمار والانفتاح

شهدت منطقة نواذيبو الحرة خلال الفترة ما بين 2021 و2025 ديناميكية تنموية ملموسة على عدة مستويات، شملت البنية التحتية، الاقتصاد، التعاون الدولي، والإصلاح المؤسسي. وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز مكانة نواذيبو كقطب اقتصادي ناشئ في موريتانيا.

على صعيد البنية التحتية، تم تنفيذ مشروع كبير لتشييد شبكة طرق حضرية بطول 35 كيلومترا بتكلفة بلغت حوالي 6.27 مليار أوقية قديمة. استهدف هذا المشروع ربط المناطق الصناعية بالمناطق السياحية، فك العزلة عن بعض الأحياء الطرفية، وتسهيل حركة النقل داخل المدينة. 

وبحلول نهاية عام 2024، وصل المشروع إلى نسبة إنجاز بلغت 85%، مع الانتهاء الفعلي من بعض المقاطع.

كما تم إطلاق مشروع مدينة سياحية على شاطئ “كابانون” بتمويل صيني، يتضمن 150 وحدة سكنية، ومساحات خضراء، ومرافق رياضية، وكورنيش بحري. 

بدأ المشروع في عام 2023، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول عام 2026، مما يعزز من جاذبية المدينة على المستوى السياحي.

على المستوى الاقتصادي، تم توقيع اتفاقية استثمارية مع مجموعة Myko Global الكندية لتنفيذ مشروع زراعة الطحالب البحرية بقيمة تقدر بـ 1.2 مليار دولار أمريكي. 

ويتوقع إنشاء 10 مزارع بحرية توفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ما يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد المحلي في مجالات غير تقليدية. 

كما شاركت نواذيبو في إكسبو دبي 2020 خلال الفترة من أكتوبر 2021 إلى مارس 2022، حيث عرضت فرصها الاستثمارية وعززت تعاونها الدولي.

شهدت المنطقة انفتاحا ملحوظا على التعاون الدولي، حيث استقبلت وفدا من منظمة OACIS الجزائرية عام 2024 أعرب عن اهتمامه بالاستثمار في قطاعات السياحة والنقل والصيد. 

كما نظمت ورشات عمل مشتركة بين الاتحاد الأوروبي ووزارة الصيد خلال 2023 و2024 ناقشت تطوير ميناء نواذيبو حتى عام 2040. 

وفي مايو 2025، زارت بعثة من صندوق النقد الدولي المنطقة، وركزت على الإصلاح الجمركي والضريبي وتحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات.

في المجال الاجتماعي، واصل المستشفى الإقليمي لنواذيبو، الذي تأسس عام 2019 بدعم من شركة SNIM، تقديم خدماته الطبية للسكان المحليين، مع اعتماد طواقم طبية كوبية.

ورغم عدم وجود مشاريع جديدة في المجال الصحي خلال الفترة، ظل المستشفى مركزًا صحيًا حيويًا للمدينة.

وخلال زيارته الرسمية في يوليو 2025، دشّن رئيس الجمهورية مشاريع تنموية هامة، من بينها تعزيز نظام تزويد نواذيبو بالمياه الصالحة من بحيرة بولنوار بتكلفة 1.5 مليار أوقية قديمة، والمجمع الصناعي لتحويل وتثمين أسماك السطح بقيمة مليار أوقية قديمة، والذي سيوفر آلاف فرص العمل.

كما وضع حجر الأساس لمشاريع مستقبلية، منها مدرسة للتعليم الفني والتكوين المهني في تقنيات الإعلام والاتصال بتكلفة 500 مليون أوقية قديمة، وربط موريتانيا بكابل بحري ثان عبر نواذيبو بتكلفة 1.3 مليار أوقية قديمة، واستكمال وتأهيل الرصيف التجاري لميناء نواذيبو المستقل بتكلفة 1.1 مليار أوقية قديمة.

وبمجموع التكاليف التقديرية للمشاريع المنفذة والمخطط لها خلال الفترة من 2021 إلى 2025، يصل الاستثمار في نواذيبو الحرة إلى نحو 18.67 مليار أوقية قديمة.

بشكل عام، يمكن اعتبار المرحلة الممتدة من 2021 إلى 2025 فترة تأسيس مهمة في مسار تطوير منطقة نواذيبو الحرة. 

فقد تم خلالها تنفيذ مشاريع هيكلية، وفتح قنوات استثمار وتعاون جديدة، وبدأت ملامح رؤية اقتصادية طموحة تتشكل. 

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، من أبرزها استكمال المشاريع الكبرى، توسيع نطاق الاستثمارات المحلية، وتحقيق استدامة اقتصادية حقيقية. 

وإذا ما تواصلت الجهود بنفس الوتيرة، فإن نواذيبو مرشحة لأن تصبح نموذجا للتنمية المتكاملة في منطقة الساحل الإفريقي.

1 August 2025