محاكمة الرئيس السابق المرتقبة لن تكون محاكمته وحده ومن معه بل ستكون محاكمة المجتمع الموريتاني

إن محاكمة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز المرتقبة، إذا جلست، لن تكون محاكمته وحده هو و من معه فحسب بل ستكون محاكمة المجتمع الموريتاني برمته بما اظهره من سقوط مؤلم و ماسف ، مجتمع دمره حب المال و النفاق.
إن كل الذين يتنافسون اليوم في شن حملة انتقامية ضد الرئيس السابق و محيطه و ضد ثرائهم الغير قانوني حسب الادعاء كانو هم اقرب مناصريه المتملقين له و ينحنون امامه و "يهيدنون عليه.". هم الذين استماتو في اقناع الرئيس السابق و المورينانيين بضرورة المامورية الثالثة....لان من دونها و من دونه موريتانيا لن تبقى....
هم الذين كنا نراهم في الطوابر امام منزل احمدو ولد عبد العزيز رحمة الله عليه و بدر و تكيبر ينتظرون سعيا منهم لتدخل شافع....
هم اليوم الذين يعيشون كالملوك في افخم المنازل و متكئين على ثروات في الداخل و في الخارج...و ليس بعيدا اليوم الذي سيجبرون على الجواب على سؤال من اين لك هاذ؟.
اليوم محمد عبد العزيز و محيطه و غدا ربما هم و محيطهم. نعم إن عزيز و محيطه تجاوزا الحدود خاصة لان ثرائهم مهما كان مبرره او عدم قانونيته حدث في ظرف مسؤولية و قيادة بلد و امانة تتطلب الترفع و الاستعلاء عن الشبهات. إن القائد مهما كان واجبه الاول هو التضحية بنفسه و باهله و الزهد و النزاهة. لا بد ان يكون رمزا و مثلا يقتدى به و إلا سيسود معنى المثل "إذا كان رب البية للدف ضاربو شيمة اهل البيت الرقصو"
ولماذا لا نتامل في تعاليم الرسول صل الله عليه و سلم و ابوبكر الصديق الذي طلب منه الصحابة الكف عن الذهاب الى السوق لانه اصبح خليفة رسول الله و اصبح قاض و على نفس المسافة من الجميع و لا يجوز له الاحتكاك بعالم التجار.... فخصصو له راتبا شهريا من بيت المال لمصروف اسرته. فالنتذكر الفاروق عمرو و بكائه من خشية الله و حقوق المسلمين..و العادل عمرو بن عبد العزيز....
في زمننا هاذ اصبح الرئيس الاوروكواني الاسبق خوسي موجيكا اصطورة. رفض ان يسكن في القصر الرئاسي و رفاهيته مفضلا منزل زوجته المتواضع في الريف قرب العاصمة مونتفيديو...و اصبح ملقبا افقر رئيس في العالم لانه تنازل عن 90% من راتبه الشهري الذي يناهز 9300 يورو...للاعمال الخيرية وللفقراء و مقاولين صغار.
حان الوقت للتامل المتاني و الصريح و النظر في مرئاة التاريخ
ماذا نريد لانفسنا و ما ذا نريد ان نكون؟ حان الوقت لمبادرة التغيير الشامل و الجذري و استرجاع قيمنا و اركان دولتنا التي تضمن انقاذ بلدنا. حسب ما نشاهده من الانزلاق المتنامي نحو الشبهات و التحايل و التفاني في كسب المال الحرام سندمر عاجلا عن قريب دولتنا و بلدنا. هل تسائلتم لماذا مازال الفقر يفقدنا كرامتنا بالرغم من ثرواتنا الهائلة من حديد و سمك و ذهب و مواشي و في المستقبل القريب من غاز و بترول؟ لان الانحرافات و الشبهات و تمادينا في سرقة هاذ الشعب المسكين سلبت منا تلك الكرامة. نحن اليوم في مفترق الطرق إما ان نتابع سياسات المجاملات و الكذب على الشعب و المراوغة إما ان نتدارك الامور و نقرر التغيير الجذري و الشامل متمثلين اولا وقبل كل شيء في تعاليم ديننا الحنيف و رسالة محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام إما أن نترك بلدنا ينهار تحت ضربات المفسدين.
من صفحتي fb
إمام الشيخ.
