الحزب الحاكم..هل سيصمد في وجه العاصفة!

ولّد المؤتمر الاستثنائي لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية سابقا حزب الإنصاف حاليا إحباطا لدى الرأي العام الوطني والنخب السياسية خصوصا تلك المنضوية تحت يافطة الأغلبية الحاكمة.
إحباط أفرزه الاخراج غير المحبوك لما أسفر عنه المؤتمر والارتباك الذي صاحب تنظيم العملية مما شكل صدمة للجماهير التي كانت مُتشوفة في أن تشهد تحولا مغايرا وإبداعا جديدا عما ألفته في مؤتمرات الأحزاب الحاكمة.
حقا إنها " عيطة كبيرة والميت فأر" ذلك أن الحزب الذي فقد الحياة منذ نقاش المرجعية ودخل في موت سريري طيلة مامضى من المأمورية لم يعد قادرا على مواكبة الساحة الوطنية وأضحى حقل تجارب لكل مبتدئ في السياسة وهو ما أدخله في غيبوبة وضعف بنيوي نتيجة الخلطة العجيبة من الرؤى والأفكار غير المتجانسة وانفراد وافدين جدد تسللوا على حين غفلة واستلموا زمام الحل والعقد.
لقد تشكلت على مر العامين الماضيين أغلبية صامتة داخل الحزب الحاكم وخارجه خيطها الناظم هو الشعور بالتهميش والاقصاء والتجاهل من طرف رأس النظام وزاد من إحباطها ماشهده المؤتمر الأخير من إزدراء وتهميش.
إنها "أغلبية صامتة" يمكن أن تشكل خطرا على توازن العملية السياسية وترى أن ماحصل سابقة من نوعها أن يعمد حزب مخزني حاكم إلى تجاهل التوازنات المناطقية والجهوية ويتناسى " العمق الاستيراتيجي" الذي أنقذ رأس النظام من التدحرج يوم أن كان قاب قوسين أو أدنى من ذلك.
باختصار شديد ماكرسه الحزب من تجاهل للناخبين الكبار في المناطق ذات الثقل الانتخابي ستكون له تداعيات كبيرة على المعركة الانتخابية وسيجد النظام - وهو مقبل على انتخابات تمثل تحديا كبيرا- نفسه في ورطة حين تخرج من عباءة حزبه " المتحور" تيارات عريضة مغاضبة في أوقات الحرج الانتخابي وتتوالى الانسحابات والترشيحات المنفلتة واللوائح الخضراء والصفراء والحمراء وبكل الألوان التي لم يعد يسعها حزب الإنصاف ولا أنصاف الحلول.
إنه الانفجار الكبير لحزب " متحور ضعيف" لم يعد يملك سوى تغيير شعاره المستهلك الممجوج.
لبجاوي انفو
