لماذا لا تُعلن الحكومة.. نواكشوط مدينة منكوبة!

العاصمة نواكشوط غارقة منذ أسبوعين، وأحياء عدة منها تئِنّ تحت وطأة مياه الأمطار المختلطة بالمجاري التي غمرت المنازل وأخرجت أسرا عزل من ديارهم وأعرشتهم،
حتى الآن لايلوح في الأفق حل لمغضلة غياب صرف صحي قادر على الحماية من أزمة المستنقعات والسيول التي باتت تُنغّص عيش ساكنة نواكشوط مع كل موسم خريف وتُضيف أعباء جديدة على المواطنين الذين تهدّمت بيوتهم وامتزجت مُقتنياتهم بالطين والوحل.
أي عاصمة في العالم يمكنها اليوم أن تعيش بدون صرف صحي؟ إنها مضيعة للوقت والأموال أن تظل الجهود منصبة على حلول ترقيعية مثل ردم بركة هنا أو شفط مياه عن شارع رئيسي لتسهيل حركة المرور، إنها أساليب موغلة في التبسيط وتجاهل للكارثة المحدقة بقلب البلد النابض الذي يوشك أن يحُطه السيل من علٍ .
إن المخاطرة بتجاهل هذا النوع من الأزمات وغياب خطة استباقية لتلافي الأضرار البالغة في الأنفس والأموال جراء عواصف الخريف الهوجاء وأمطاره الغزيرة ستؤدي إلى مزيد من الخسائر دون تحصين العاصمة بصرف صحي حقيقي يجعلها قادرة على البقاء والتأقلم مع مختلف الأزمنة والفصول.
إن الدولة مطالبة باتخاذ إجراءات أكثر حزما وعليها أن توجه رجال الأعمال والمستثمرين الذين تضرروا هم أيضا ولم تسلم بضائعهم وأسواقهم من السيول وتهديد المياه، إلى الانخراط في حملة وطنية لخلق ممرات آمنة لانسيابية الحياة في المدينة ويساهموا في إنقاذ الأسر الهشة التي شرّدتها المياه وبقيت في العراء بدون مأوى، فهذه مسؤوليتهم أمام الله والتاريخ والشعب أن يساعدوا الدولة التي يحلبون ضرعها ويجنون من ميزانيتها والشعب الذي يستحق عليهم لفتة ولو بجزء يسير من ماعندهم.


