هل بات النظام جاهزا لخوض معركة الانتخابات ؟!

 

على وقع خريف سياسي ساخن تعيشه مختلف ولايات الوطن،بدأ التحضير في أروقة الجهاز التنفيذي للانتخابات النيابية والبلدية والجهوية المقبلة، والتي يسعى النظام القائم -حسب مصادر مطلعة- إلى إجرائها مطلع السنة القادمة2023

بحسب مراقبين سيكون مخاض المرحلة السياسية المقبلة عسيرا بدءا بالتحضير للانتخابات ومايقتضيه ذلك من ضرورة بناء توافق مرحلي على أهم المحاور مثل : اعتماد النسبية في بعض الدوائر،والتقطيع الانتخابي، والتسجيل على اللائحة، واللجنة المستقلة للانتخابات..، مرورا بقوائم المرشحين خصوصا من الحزب الحاكم- وانتهاء بالحملة والخطاب السياسي الذي تآكل لدى القوى التقليدية الحزبية بشقيها الموالي والمعارض وفقد جاذبيته لدى أغلب الناخبين.

 سيناريوهات مقلقة للمُمسكين بخيوط اللعبة تلقي بظلالها على المشهد السياسي الوطني أبرزها تصدع جبهة الأغلبية والصراع المبكر الذي بدأ يطل برأسه داخل الأحلاف السياسية والاجتماعية المحلية المنضوية في صفوف حزب الإنصاف الحاكم وماقد ينجم عن ذلك من مغاضبات وانسحابات في ربع الساعة الأخير والترشح إن اقتضى الأمر من أحزاب أخرى حتى ولو كانت تتبنى خطا معارضا ،هذا إضافة إلى التذمر الحاصل لدى أطر وتشكيلات عدة داخل النظام باتت تشعر بالتهميش والازدراء السياسي نظرا لتركها على "قارعة الطريق" وهي غير متحمسة للمنازلة السياسية.

ملف آخر لايقل أهمية هو ملف محاكمات العشرية -وإن كان قضائيا- إلا أن ارتداداته السياسية العكسية لن تكون في صالح السلطة وستكون له تداعيات على المشهد الانتخابي المقبل نظرا لذبوله لدى الرأي العام نتيجة تباطئ مساره الطويل ولما يمثله من أزمة داخلية لأغلبية النظام. 

                        

 لقد تراكم على مدى السنوات الأخيرة وعي كبير لدى المواطنين خصوصا القوى الشبابية والنسائية وتولدت الرغبة والطموح لدى الكثيرين في الخروج من الولاءات التقليدية والعباءات السياسية الضيقة إلى فضاءات المشاركة الرحبة في الشأن العام وهو مايترجمه التوثب المسنود بوسائط التواصل الاجتماعي لدى فئات عريضة من القوى الحية ستزيد من شراسة التنافس السياسي خصوصا في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها الدولة والمجتمع، والتذمر الواسع من الممارسة التقليدية والقوى الحزبية المعارضة والموالية على حد سواء.

 إن التحدي الأكبر الذي الذي تواجهه الطبقة السياسية التقليدية وخصوصا جبهة النظام يكمن في ضعف الخطاب السياسي وانعدام زخمه أمام أمواج السوشيل ميديا وتأثيراتها القوية على الرأي العام والتحكم في توجيه بوصلة الأحداث السياسية والاجتماعية 

يطرح هذا التحدي أزمة عميقة في الخطاب السياسي الذي ستواجه به النخبة المواطنين في سياق الحملات الانتخابية،وماذا سيكون خطاب المرحلة بعد أن تآكل رصيد سنتين من التهدئة ومن غياب الحس السياسي في التعاطي مع مجريات الأمور .

لقد شكلت انتخابات 2018 علامة فارقة في تاريخ المشهد الوطني حين اضطر رأس النظام القائم حينها إلى النزول إلى الميدان ومخاطبة الجماهير مُرغّبا ومُرهّبا وذلك لتفادي التشرذم الذي حصل نتيجة المغاضبات والانسحابات من صفوف الحزب الحاكم، فهل سنشهد نفس السيناريو يتكرر ويخرج النظام عن صمته لإصلاح ما أفسده التواري عن الأنظار؟ وهل النظام مستعد لخوض غمار معركة يبدو أنها ستكون صعبة؟

14 September 2022